التطليــــق للعقم ـــ دراسة فقهية وقانونية مقارنة
Main Article Content
Abstract
يكشـــــف هـــذا البحث القانونـــي عن الواقـــع الاجتماعــــي المرتبط بالحياة الزوجية واستقرارها، قال تعالى في سورة الشورى : َ ه لِلَّ ُ م ْل ُ ك ال ه س َ ما َ وا َ ت َ والأَ ْ ر َ ض نَـاثًا َإ يَ ْ خلُ ُ ق َ ما يَ َ شآ ُ ء يَ َ ه ُ ب َل َ من يَ َ شآ ُ ء َ ويَ َ ه ُ ب َل َ من يَ َ شآ ُ ء الذُّ ُ كو َ ر أَ ْ و يُ َ ز َ و ُ ج ُ ه ْ م ذُ ْ ك َ رانًا َ وإَنَـاثًا َ ويَ ْ جعَ ُ ل َ من يَ َ شآ ُ ء َ ع َ قي ً ما إَنههُ َ ع َلي ٌ م قَ َ دي ٌ ر( الآية [ ، ) ]47فالعقم وعدم القدرة على الإنجاب سواء كان سببه العيوب التي ذكرها الفقهاء، أم غيرها من الأمراض المعاصرة التي لم تعرف سابقاً، فقد اهتمت الشريعة الإسلامية بالأسرة وعقد النكاح و تعزيز العلاقة الأسرية, وإبراز مقاصد النكاح فيه من المودة والسكينة والنسل، ومن هذا المنطلق سلطت الباحثة الضوء على العقم من حيث مفهومه وأسبابه، والآراء الفقهية فيه، ورؤيته من الجوانب المختلفة، وحكم الفرقة به بين الزوجين المتضررين، ومن له حق المطالبة بالطلاق، ووضحت رؤية قوانين الأحوال الشخصية المختلفة في العقم، والآثار المترتبة على الفرقة منه. ولتحقيق هذا البحث اتخذت الباحثة المنهجي الوصفي والمقارن لتحقيق نصوص المادة الفقهية ، وضبطها حتى توصلت إلى أهم النتائج، ومن أهمها: إن الشريعة الإسلامية اهتمت بهذا الأمر، وكانت السبّاقة إليه، وأعطت للمرأة الخيار في حق طلب الطلاق مع ضمان حقوقها، كما أن معظم قوانين الأحوال الشخصية أخذت بالآراء الفقهية المعتبرة ،وبالقواعد العامة في العيوب عند العلم بها قبل عقد النكاح أو عدم العلم بها، ورتبت عليه أحكامه وـــ أيضاً ــ فيما يتعلق بالرضا بالعيب، أو عدم الرضا به إذا ت ّ م الدخول، فالخيار بين الفسخ، أو عدمه يتعلق بمسألة العلم بالعيب والرضا به، كما أن التدليس وإخفاء العيب يعطي للطرف المتضرر في حالة عدم الرضا بالعيب الحق في إنهاء عقد النكاح مع ضمان حقوقه، ومن خلال هذه النتائج توصلت الباحثة إلى أهم التوصيات ومنها: الاهتمام بالفحوصات الطبية والعلاج قبل الزواج وعرض الأمر على أهل الاختصاص، وخاصةً مع تقـدم الطب والتطـور في الفحوصات والأجهزة والمعامل الخاصة بعلاج العقم والأمراض المتعلقة به، كما يجب نشر التوعية الأسرية للمقبلين على الزواج بعدم التدليس والخداع ،وأن يكون كل من الرجل والمرأة صريحاً باتجاه الآخر إن كان به عيباً وخاصةً الخفية منها.