الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري: تكامل وليس تنافس "رؤية تربوية في ضوء التعليم العالي"

الملخص

مع تنامي حضور الذكاء الاصطناعي AI في مختلف مناحي الحياة، تصاعد الجدل وبرزت عدة تساؤلات حول طبيعة علاقته بالذكاء البشري، بين من يرى فيه تهديدًا للقدرات البشرية ومن يراه شريكا معرفيًا يُعزز من الفاعلية وفرصة التكامل. من هنا فإن الهدف من هذه الورقة هو مناقشة فرضية مفادها أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والبشري يجب أن تُبنى على التكامل لا على التنافس، وذلك عبر تحليل الفروقات الجوهرية بين النوعين، وتسليط الضوء على نماذج تعاونية ناجحة جمعت بين الإنسان والآلة في مجالات عديدة، من بينها مجال التعليم العالي موضوع هذه الدراسة. اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال مراجعة الأدبيات الحديثة التي تناولت الإمكانات التكاملية بين الذكاءيْن، والتحديات الأخلاقية والوظيفية التي تعترض هذا التعاون. وقد بيّنت النتائج أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه بطبيعته الخوارزمية، أن يحل محل الإنسان في مجالات الحكم الأخلاقي، الإبداع، والحدس، لكنه يُعد أداة فعّالة لتوسيع قدرات البشر وتحسين أدائهم، وأن فعالية الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي تعتمد بدرجة كبيرة على التوجيه البشري، والتكامل مع الخبرة التربوية، وليس على الاستبدال الكامل. وتوصي هذه الدراسة بتبني إطار تعاوني تشاركي مستدام تحت ما يسمى بــــ ( الذكاء التشاركي) ، Collaborative Intelligenceوالذي يُعزز التفاعل الإيجابي بين الإنسان والآلة، ضمن إطار أخلاقي وتنظيمي واضح، أي ً ضا فهو يُعزز من كفاءة الممارسات الأكاديمية مع الحفاظ على الدور المحوري للعقل البشري في قيادة العملية التعليمية