مشكلة الموت في فلسفة عبد الرحمن بدوي ـ دراسة تحليلية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إن الموت مرحلة يمر بها الإنسان وحقيقة لا يتخطاها، وكأس يتجرعها ومنهل يستقي منه ، وللموت حكم كثيرة ففيه يتجلى كمال قدرة الل الخالصة - سبحانه وتعالى - عظيم في حكمته وفي تصريف أطوار الخلق، فهو أنشأ هذا الإنسان من عدم ثم أوجده طورا بعد طور وخلقا بعد خلق حتى صار بشرا سويا يسـمع ويبصر ويعقل ويتكلم ويتحرك. ويعتبر الموت في وقتنا الحاضر من أكثر المشاهد لارتباط الموت بالحروب والأوبئة والمذابح الجماعية والأمراض والعنف والقتل، وهذه المشاهد تقدم وصفا متنوعا للموت . وقد شغلت قضية الموت والخلود إذهان المفكرين والفلاسفة على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم منذ فجر التاريخ لما له من أهمية كبيرة تتعلق بحياة الناس ومصيرهم بعد الموت فكانت بداية التفكير بطرح أسئلة بماهية الموت وكيفية حدوثه ومصير الإنسان بعد الموت ونتجت عن ذلك اراء فلسفية متعددة ومتنوعة . ويعتبر عبدالرحمن بدوي من أهم المفكرين الذين تناولوا مشكلة الموت فيقول : إن الموت ليس مشكلة للإنسان البدائي فقط ذلك الإنسان الساذج لكونه يمتلك شعورا ضعيفا بالشخصية ، بينما نجد أن من يكون ليس لديهم الموت مشكلة هم على درجة عالية من الإحساس هي مقياس التحضر في ما يخص الشعور بالموت والفردية . ومن هذا المنظور سعى عبدالرحمن بدوي لتأسيس مذهب عام في الوجود على أساس هذه المشكلة حيث أنه أراد أن ينطلق من الموت بوصفه مشكلة جزئية من مشاكل الوجود إلى بحث شامل في الوجود وهناك بعدان رئيسيان يحكمان رؤية بدوي لهذه المشكلة هما البعد الوجودي الذي يستمد من تصورات فلسفة هايدجر لمشكلة الموت – والبعد الحضاري الذي يعتمد بشكل مركزي على مقولات فلسفة شبنجلر في مسألة موت الحضارة ، وتمثلت مشكلة الدراسة الرئيسية في البحث في ما يعانيه الإنسان من خوف وجودي حول مصيره ، ومآله ، ولما عاشه من حربين عالمتين مدمرتين ، وكذلك الموت كمشكلة وإشكالية في وجودية عبدالرحمن بدوي وهذا يمثل الإشكال الرئيسي للدراسة من خلال ما يعتري الوجود الإنساني من مشكلات كالموت والقلق.