آليات صناعة وتنفيذ القرار الخارجي الروسي
Contenu principal de l'article
Résumé
شكلت العقود الأخيرة مرحلة إعادة صياغة النظام الدولي الذي كانت تتصارع فيه القوى الكبرى على قيادة العالم، وانتقل بذلك من نظام الثنائية القطبية إلى نظام الأحادية القطبية، والذي مثلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمي الوحيدة المهيمنة على الساحة الدولية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. غير أن محاولات تغيير النمط الأحادي للنظام الدولي ظهرت مؤخرا مترافقة مع رغبة روسيا في استعادة مكانتها ودورها في النظام الدولي، وإضعاف الهيمنة الأمريكية في الساحة الدولية ككل، وبفعل إدارتها الحكيمة لسياستها الخارجية اصبحت روسيا لأعبا رئيسيا على الساحة الدولية في تشكيل العلاقات الدولية، فصناعة وتنفيذ القرار الخارجي الروسي يتطلب فهم دقيق للأليات التي يتم من خلالها صناعة القرار الخارجي الروسي. فمن خلال هذا المقال حاولنا أن نستكشف هذه الأليات ولو بشكل مبسط على هذه الأليات التي تشارك في صناعة وتنفيذ القرار الخارجي الروسي. فكان المحور الأول: مهتم بدراسة المحددات الداخلية للبيئة الروسية سواء منها المادية مثل المحدد الجغرافي والاقتصادي والديموغرافي والعسكري لروسيا، أو المعنوية ومنها المتعلقة بالهوية والثقافة الروسية وكذلك دور الفواعل والمؤسسات غير الرسمية المؤثرة في صنع السياسات الخارجية الروسية، وأما المحور الثاني: فكان تركيزه على دراسة الأجهزة الرسمية المعنية بعملية صنع واتخاذ القرار الخارجي الروسي. منها حكومة الاتحاد الروسي والسلطة التشريعية للاتحاد الروسي، والمحور الثالث: أهتم بوسائل تنفيذ السياسة الخارجية وهي الدبلوماسية والاقتصادية والوسائل العسكرية.