أثر حركة عبد الرحمن بن الأشعث على الحياة السياسية والعسكرية في المشرق الإســــلامي
Contenu principal de l'article
Résumé
عـــرفت الدولة الأموية الكثير من الحركات والثورات التي قامت ضد الولاة والحكام الأمويون، وخاصة في العراق حيث تعتبر حركة عبد الرحمن ابن الأشعث تلك أهم الحركات التي شهدتها الدولة الأموية، وما ميز حركة ابن الأشعث عن غيرها من الثورات التي قام بها أهل العراق ضد الحكم الأموي أنها لم تقم على أسس مذهبية كغيرها من الثورات الأخرى التي قام بها الشيعة والخوارج، بل كانت دوافع هذه الحركة شخصية مرتبطة بالأحقاد الشخصية والكراهة المتبادلة ما بين عبد الرحمن ابن الأشعث والحجاج بن يوسف الثقفي، وقد بدأت هذه الثورة في إقليم سجستنان في أقصى شرق الدولة الأموية عندما كلف الحجاج بن يوسف عبد الرحمن ابن الأشعث بالقضاء على تمرد رتبيل زعيم سجستان الذي كان قد استغل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الدولة الأموية، فأعلن تمرده ورفضه دفع ما يترتب عليه من خراج للدولة الأموية، فأرسل الحجاج ابن الأشعث للقضاء على عصيان رتبيل، فتمكن ابن الاشعث من تحقيق بعض الانتصارات على رتبيل، لكنه اختلف في وجهات النظر مع الحجاج حيث أراد الحجاج الإسراع في القضاء على رتبيل فيما أرتى ابن الأشعث عدم التعجل في القضاء على رتبيل مفضلاً تثبيت السيطرة الأموية على المناطق التي يتم انتزاعها من رتبيل قبل الانتقال للسيطرة على مناطق جديدة، فأدى هذا الخلاف في وجهات النظر بين الرجليين إلى تمرد ابن الاشعث على الحجاج وعودته برفقة جيشه إلى العراق ودخوله في عدة معارك مع الجيش الأموي الذي يقوده الحجاج حيث تبادلا تحقيق الانتصارات قبل أن يتمكن الحجاج في النهاية من هزيمة ابن الاشعث .