الهاتف النقال وتأثيره على طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الشباب الليبي - دراسة ميدانية على عينة من طلبة كلية الآداب والتربية بجامعة صبراتة
Contenu principal de l'article
Résumé
العلاقات بين الشباب الليبي من خلال مجتمع البحث (الشباب الجامعي بجامعة صبراتة)، وكذلك الغوص في أساسيات وفحوى وأبعاد التفاعل الاجتماعي الذي يتم من خلال الهاتف النقال، ذلك التفاعل الذي يتم بين مستخدمي الهاتف النقال، وتلك العلاقات الاجتماعية التي تحدث بين شخصين أو أكثر بين شاب وآخر، وبين الشباب والفتيات ويؤثر كل منهم في الآخر في نطاق بنية اجتماعية محددة أحدهم المرسل والآخر المستقبل، وتجرى عمليات الاتصال أو التفاعل على مدى الثواني والدقائق والساعات ودون توقف أحياناً، فقد يقضي الشباب معظم وقتهم وهم يتحاورون أو يتعاملون مع بعضهم البعض من خلال الهاتف النقال. وقد انطلق هذا البحث بتساؤلات أهمها : إلى أي مدى يمكن أن يؤثر استخدام الهاتف النقال على العلاقات الاجتماعية للشباب الليبي ويتأسس المنظور النظري لهذا البحث على النظرية التطورية والنظرية البنائية الوظيفية، والنظرية التفاعلية الرمزية بشكل تكاملي، وأما منهجياً فقد تم استخدام المنهج الوصفي بالاعتماد على منهج المسح الاجتماعي عن طريق أسلوب المعاينة، باستخدام المقابلة المقننة، والتي تم تصميمها وفق التساؤلات والفروض المتعلقة بمتغيرات البحث، ولإجراء هذا البحث فقد أخذ الباحث عينة من 80 طالباً، واعتمد الباحث في جمعه للمعلومات على استمارة الاستبيان والمقابلة الشخصية للمبحوث، لتبيان كيفية تعامل عينة البحث مع الوسائل الجديدة للاتصال ( الهاتف النقال ووسائطه) في منزله وفي خلوته ومع زملائه، وبعد عرض الاستبيان على مجموعة من المختصين والمحكمين، أظهرت أداة البحث ثباتاً عالياً، وتوصلت هذه الدراسة إلى نتائج عديدة لعل أهمها: كشفت نتائج البحث عن وجود تأثيرات اجتماعية وثقافية لاستخدامات الشباب الجامعي للهاتف النقال، منها ما هو إيجابي يتمثل في القدرة على التواصل مع الأهل والأصدقاء، وحفظ المذكرات، وترتيب المواعيد وتنظيم الوقت، والتسلية والترفيه وملئ وقت الفراغ، والحصول على المعلومات والأخبار والأحداث بسرعة كبيرة، ومنها ما هو سلبي يتمثل انتهاك القواعد التقليدية للسلوك الأسري، حيث أتاح الهاتف النقال تسهيل المحادثات بين الشباب من الجنسين دون علم الأسرة، وزيادة درجة الاغتراب الاجتماعي لدى الشباب الجامعي، وانعزاله عن سياقه الاجتماعي العام، بانكفائه على الذات، والتوحد والاختلاء بجهازه النقال، واختزال العلاقات الاجتماعية إلى أقل عدد محدود من الأصدقاء، لاسيما المحببين له