الخطيئة عند النصرانية ــ دراسة نقدية

Abstract

إن حال التكامل العقائدي بين اليهودية والنصرانية حتم على النصارى الإيمان بجل ما جاء به النص اليهودي، وتعد خطيئة آدم (عليه السلام) وما تحمله من خصيصة التوريث ونوع العقوبات إحدى الأفكار التي آمن بها النصارى، غير أن قراءة نصرانية قطعت الصلة وأبطلت سريان توريث الذنب فحواها: أن الله بعث ابنه ووحيده ليصلب ويقتل حتىيتسنى لإرادة الإنسان التحرر من ذنب لا علاقة له في وقوعه. وفي ظل قوة تأثير القائل راجت هذه القراءة ووصلت لمصاف ترتيب الشريعة على تفاصيلها. وقد كانت لهذه القراءة انعكاسات خطيرة على النصرانية من أهمها: انتشار الشرك، وانهيار بنية النص لتعارض النصوص، وتأطير الإله في دائرتي الظلم والجهل، وأيضا مخالفة التخصيص، وانشقاق في وحدة الصف. وعلى الرغم من إيمان كثير من النصارى بهذه القراءة التحديثية إلا إن الواقع يخالف ما جاءت به، فالعقوبات التي قدرت في اليهودية على خطيئة آدم (عليه السلام ) والتي من المفترض أنها رفعت بالحل الإلهي بموت عيسى (عليه السلام) على الصليب لازالت موجودة. كما أن مرجعيتهم التي يؤيدون بها هذه القراءة تفتقد للموثوقية العلمية، وقد قدم العديد من العلماء أدلة على زيفها وبين القرآن الكريم تفاصيل معصية آدم (عليه السلام)  بشكل مغاير للقراءتين اليهودية والنصرانية، فقد تاب آدم (عليه السلام ) وشملته المغفرة ونال الاجتباء، فلا توريث للذنب، والفعل يظل في دائرة الفاعل، وعيسى ( عليه السلام) نبي مرسل وليس بإله، والقول بالصلب ترهات نصرانية.