ضوابط فهم الشريعة الإسلاميـة بالاستناد إلـــى العلوم الإنسانيـــــة

Abstract

يهدف هذا البحث إلى تحليل التحديات والضوابط التي تواجه عملية فهم الشريعة الإسلامية بالاستناد إلى العلوم الإنسانية، واقتراح إطار منهجي متكامل لتوظيف هذه العلوم لتحقيق فهم أعمق وأشمل للشريعة. ينطلق البحث من الإقرار بأن الشريعة الإسلامية ليست مجرد نصوص جامدة، بل هي نتاج تفاعل بين النص الإلهي والواقع المتغير، مما يجعل فهمها وتطبيقها معقدًا، وأن العلوم الإنسانية بفروعها المتنوعة يمكن أن تلعب دو ًرا حيو ًيا في هذا الفهم. يتناول البحث بالتفصيل التحديات المنهجية والمعرفية التي تظهر عند محاولة تطبيق أدوات ومفاهيم العلوم الإنسانية على فهم النصوص الشرعية، مثل: صعوبة التوفيق بين المناهج المتباينة، والتعامل مع الذاتية والموضوعية، واختلاف المفاهيم والمصطلحات، وضرورة التكامل المعرفي والشمولية، وتجنب إسقاط المفاهيم الغربية. كما يحدد البحث مجموعة من الضوابط المنهجية الأساسية التي تضمن توظيفًا سلي ًما للعلوم الإنسانية في هذا السياق، أهمها: التأصيل الشرعي العميق، والوعي النقدي بالخلفية الفكرية، والتأصيل المنهجي للأدوات المستعارة، وإقامة التوازن بين العقل والنقل، والحذر من التفسيرات المتطرفة. بالإضافة إلى ذلك، يوضح البحث الفوائد والإيجابيات التي تقدمها العلوم الإنسانية في فهم الشريعة، وكيف يمكن للمجتمعات الإسلامية الاستفادة من التفاعل بين الشريعة والعلوم الإنسانية لمواجهة التحديات المعاصرة وبناء فهم وسطي ومعتدل ً للشريعة. يقترح البحث إطا ًرا عمل ًيا ومنهج ًيا متكاملا لتوظيف العلوم الإنسانية في فهم الشريعة، يعتمد على تطوير منهجيات تحليلية جديدة، وتعزيز الوعي النقدي، وتنمية القدرة على التعامل مع التفسيرات المتطرفة، وتطبيق منهجيات تحليلية تراعي المرجعية الإسلامية وتحافظ على قيمها ومقاصدها. يخلص البحث إلى أن العلاقة بين الشريعة والعلوم الإنسانية معقدة وتتطلب دراسة متأنية ومفصلة، وأن الالتزام بالضوابط المنهجية هو السبيل لتحقيق فهم أعمق وأشمل للشريعة الإسلامية في العصر الحديث.