شــــرح نظــــم الشــــــيخ محمد قريو المسمى (جواهــــــر الفقه المختارة من أقرب المسالك الحسن العبارة)

Abstract

للمتون الفقهية دور في نشر الفقه والمحافظة عليه؛ حيث تيسر المتون الفقهية حفظ المسائل، وتحافظ عليها من الضياع والنسيان. وقد كان لعلماء بلادنا – ليبيا – دور بارز في نظم هذه المتون، وتدريسها لطلابهم؛ فممن اشتغل وألف في هذا الفن: الشيخ الفطيسي – رحمه الله – والشيخ فاتح زقلام – رحمه الله – حيث ألف نظما في أصول الفقه سماه: سفينة الوصول، وألف الشيخ فرج الفقيه – حفظه الله - نظما سماه: اللآلئ المنظومة في العقيدة والفقه والفرائض، وغيرهم من العلماء الذين أسهموا في التصنيف والتأليف في الفقه المالكي. ومما يجب علينا نحو هؤلاء الأعلام – فضلا عن ذكرهم ومدحهم والثناء عليهم – أن ندرس أعمالهم وندرسها، سواء كانت مصنفات أو متونا، وذلك بشرحها وتوضيحها؛ إسهاما منا في نشر علم علماء هذا البلد، وإبرازا لشخصياتهم، وبيانا لدورهم في الحفاظ على المذهب المالكي السائد في بلادنا. ولعل من أبرز هؤلاء الذين ينبغي أن نشيد بهم وبأعمالهم، وأن نقف على ما ألفوه في علم الفقه: هو العالم الفقيه الفهامة، الشيخ محمد مفتاح قريو، أحد أعلام مدينة مصراتة؛ فقد وقفت على نظم له في الفقه، سماه: جواهـــر الفقه المختارة من أقرب المسالك ال َح َسن العبارة، حيث اقتصر فيه مؤلفه على مشهور المذهب وما عليه الفتوى في المذهب المالكي. وهذا النظم الذي بين أيدينا – موضوع الدراسة – أشرح فيه بإذن الله باب الوضوء وسننه ومستحباته، وباب نواقض الوضوء. إنالوضوءبابفيالفقهعظيم،حر ٌّيبالمسلممعرفةأحكامهومسائله،والناظم– رحمه الله – شرح هذا الباب شرحا وافيا على هيئة نظم؛ فذكر أحكام الوضوء وما يتعلق به، بعبارة سهلة يسيرة جامعة. وقد قمت في هذا البحث بشرح عبارة الناظم، معتمدا على أمهات الفقه المالكي في توثيق الحكم في كل مسألة من مسائله، عازيا الأقوال إلى قائليها، ومعرفا بالأعلام الواردة في الشرح، ومخرجا للأحاديث والآثار، شارحا لما غمض من العبارات، ملحقا بآخر البحث خاتمة لأهم نتائجه.