تبعيج النحو وتأصيله عند عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي117هــ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تمـــيزت دراســــة النحـــو العربي في بدايــــة الأمر بالقــدر الذي يحتاجه العربي لتقويم ملكته اللغوية ، ثم توســـــع النحاة في وضع القواعد والقوانين والأسس اللغوية والنحوية بفضل البراعة الذهنية ، فأنتجت جهوده ثورة لغوية نحوية ضخمة عظيمة ، فالحضرمي في الطبقة الثانية كان إماماً ملماً بالعربية والقراءات ، وأول من وضع طلائع ومقدمات علم النحو وأسسه ، وإليه ينسب أقدم رأي نحـــــوي ، وامتاز بصفة نحوي فهو أعلم وأعقل أهل البصرة ، وأول من فـــرع النحو وقاسه ، ووجد له تأليف نحوي تمثل في كتاب ( الهمز) ، فعلمه ضم هذه العبارة ( أول من بعــــج النحو، ومد القياس، وشرح العلل) وكان شديد التجرد للقياس والعمل به ، ويؤكد ذلك مجالسه ومناظراته فهو ممن يجيدون المحاورات ، وأول من فتح باب التمارين العقلية التي انبثقت عن عقلية فذة تميزت بذهن حاد الذكاء ، وبصيرة نافذة و بعد النظر في المسائل اللغوية والنحوية و استخراج الضوابط ، نتج عن هذا كثرة القواعد و كيفية القياس ، و ليس بغريب على من وصف بالبحر في علمه ، فهو من ينسب إليه لفظتين : الاطراد والقياس ؛ أي : يجعله شاملاً لا استثناء فيه ، فلا يحكم على ما خالف القياس بالشذوذ أو الضرورة ؛ وإنما يحكم بغلط القائل المخالف للقياس ، وهذا أهم ما يميز ابن أبي إسحاق الذي مهد الطريق للنحاة ، وحاول تقعيد القــــواعد ، ووضع معيار للغة ، تجلى هذا في خلافه مع الشعراء ، فصاغ هذه النظرات صياغة علمية تقوم على اتخاذ ما ينطوي تحت هذه القواعد من أقيسة وعلل ، فهو من فتق النحو ، وزاد في القياس ، وشرح العلل وبهذا هو عالم ناقد ، ظهرت هذه العناية الدقيقة التي بذلها ابن أبي إسحاق في جمع أصول المادة ، ولم شتاتها ، واستنباط أحكام محاطه بسياج متين من اليقظة والحيطة لهذه الشخصية التي جاد بها التاريخ في فترة من فتراته الساطعة ، فهذا الموضوع فسيح الأرجاء واسع الأطــــراف