الدور الليبي الجزائري لقوى الجوار العربي اتجاه العمق الجيوسياسي التونسي

محتوى المقالة الرئيسي

فوزي سالم سعد المرناقي

الملخص

يعدّ الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة التونسية حجر الزاوية بالنسبة لبقية دول شمال إفريقيا، باعتبارها بوابة الشمال نحو الجنوب والمعبر الترابي الوحيد لمرور الموارد الطاقية الضخمة، بين قارتي إفريقيا وأوروبا، لذلك ترى الجارتين القويتين أن الاستقرار الأمني في تونس، هو شرط لأمنها الإقليمي، فتم إنشاء العديد من الاتفاقيات الأمنية الحدودية منها والإقليمية، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة لتوجهات سياسة الخارجية التونسية وعلاقاتها الدبلوماسية مع القوى العظمى، حيث ترى دول الجوار أن كل قرار تتخذه تونس هو في علاقة مباشرة بأمنها القطري والإقليمي، نظرا للموقع الجغرافي الفلكي لتونس والذي يندرج ضمن استراتيجيات القوى الدولية في منطقة المتوسط وشمال إفريقيا، وهو ما يفسر الأدوار الفاعلة والمؤثرة لدول الجوار العربي في السياسة الوطنية التونسية الذي قد يصل إلى حد التدخل في الشأن الداخلي للدولة خاصة إذ كانت هذه الدول المجاورة تتمتع بموارد طاقية ضخمة بحجم الجزائر وليبيا، ومحط أنظار القوى الدولية، لذلك مثلت أحداث 2011م منعطف حاد الزاوية لتونس في علاقتها بدول الجوار، عكس توتر العلاقات في بعض الأحيان، فكانت تونس تحاول دائما إرضاء الجزائر وإشعارها بتوجهاتها السياسية الجديدة، وهو ما يشير إلى الأدوار الهامة بالنسبة للجزائر في تشكيل المشهد السياسي الأخير في تونس من خلال الوساطة الدبلوماسية بين الأحزاب السياسية إلى جانب الدعم المادي من خلال الهبات والقروض، فالسلوك السياسي الجائر التونسي لم يكن إلا تأكيدا على الأهمية الجيوسياسية لتونس في قلب التوازنات الدولية خاصة في منطقة حوض المتوسط، أما بالنسبة للدولة الليبية التي كانت تعد مجال اقتصادي حيوي لتونس، فإنها بعد الثورة أصبحت النزاعات المسلحة في ليبيا تشكل عنصر تهديد أمني حقيقي لدول الجوار، فكانت له تداعيات اقتصادية وسياسية على العلاقات بين البلدين وهو ما أثر بشكل كبير على الاقتصاد التونسي، واثر سلباً على الحكومات التونسية المتتالية، فأصبحت تلافي هذا التراجع وإجاد سبل اقتصادية أخرى، والبحث عن البديل.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
المرناقي ف. س. س. . (2025). الدور الليبي الجزائري لقوى الجوار العربي اتجاه العمق الجيوسياسي التونسي. مجلة الاصالة, 5(11). استرجع في من https://alasala.alandalus-libya.org.ly/ojs/index.php/aj/article/view/892
القسم
المقالات