رواية قالون من منظور علم الأصوات ( القسم الثالث متفرقات)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يــــدرس هــــــذا البحث ما جاء في أصول رواية قالون من طريق الشاطبيـــة ، تحت عناوين عـــــدة منها الوقف على مرسوم الخط والوقف على أواخـــــــر الكلم ، ً و مسائل متفرقة ، و إنما جاء هذا البحث بهذا العنوان ؛ لأنه يتناول أبوابا شتى من قــــــراءة قالون، في مطالب ثلاثة حيث جاء في المطلب الأول : وقوف قالون على مرسوم الخط ، فخالف فيه قالون القــــــراء فيما بنى قراءته على الــــوقف وفقا لمرسوم الخط ، في تاء التأنيث المرسومة ها ًء ، ولكنه خالف اللغة في وقفه على اللام من ( مال هذا ) وما في حكمه من الألفاظ ؛ إذ اللام هنا تتصل بما بعدها لأنها لها وظيفة توصلها بما بعدها لفظا ومعنى ، كما خالف قالون القواعد اللغوية بالوقف بالألف على ألفاظ مثل : ( ثمودا، وسلسبيلا ، وسلاسلا ، وقواريرا ) فصرفها ، وهي ألفاظ لا تنصرف لموانع مختلفة ذكرت في موضعها من البحث ، كما ذكر البحث الأسباب الصوتية التي أوجبت ذلك ، ووافـق قالـــون في بعض وقوفه القوم في حذفه لحروف العلة حالة الوصل ، و أكد البحث هنا بأنه ليس ثمت حذف لها ، و إنما حدث تقصير للصوائت ًً اتباعا للقوانين الصوتية ، وخالف القواعد الصوتية في قطع ما جاء مقطوعا في الرسم على الرغم من أن القواعد الصوتية تحتم إدغامه فيما بعده من نحو: ﴿ على أ ْن ل أقــــــول ﴾، ﴿وإ ْن ما نرينك ﴾، ﴿ع ْن ما نهـــو عنه﴾ ، و في المطلب الثاني وهو عن الوقف على أواخـــــر الكلم تناول البحث كيف وقف قالون على أواخر الكلم وجاء بالتسكين أو الروم أو الإشمام أو الحذف أو الإبدال ، بحسب ما تسمح به القواعد الصوتية ، ولكن قالون ً خالف القواعد الصوتية في جعله الروم محصورا على ما انتهى بالضم ، فالقواعد الصوتية تؤكد امكانية رؤية الضمة والكسرة والفتحة من خــلال النظر إلى حركة الشفتين عند النطق بها ، وقد كان قالون على صواب فيما ذكره من موانع الروم والإشمام ، ولكن البحث لا يوافق قالون في حظره روم و إشمام حركة هاء الضمير المسبوقة بالكسرة أو الياء والمسبوقة بالضمة أو الواو، وبالتحليل والمقارنة تبين للبحث أن ذلك ممكن، فلا موانع صوتية تمنعه، وفي موضوع حذف الياءات خالف قالون الرســــم القرآني بإثباتها وصلا اتباعا للأصل وحذفها وقفا وفقا لقواعد الوقف ،وفي المطلب الثالث وفي مسائل متفرقة حيث أمال قالون لفظ ( هــــار) وصلاً ووقفاً، ويتفق البحث ًً مع إمالته له وصلا لوجود مسببات الإمالة، ولا يــــرى البحث سببا للإمالة وقفا ؛ إذ بالوقف تنتفي مسببات الإمالة ، ولقالون في صلة ميم الجمع وجهان في حال الوصل وصلها بواو أو تسكينها، وذلك إذا جاء بعدها حرف محرك ، وإذا كان همزة وصل اكتفى بصائت قصير وهو ضمة للتخلص من الساكنين ، و في ضم قالـــون لأول الساكنين أكد البحث أن ذلك للتخلص من التقاء الساكنين ، ولا يقتصر الأمــــر بأن يكون الصائت ضمة ؛ بل يجوز أن يكون فتحة أو كسرة، وفي لفظ ( أنا ) حيث أثبت فيه ً الألف قالون وقصره حينا إنما فعل ذلك لأن الألف من الصوائت قابل للمطل تسري عليه ما يسري على الصوائت، و أما (نعما ) وأخواتها حيث قرأه قالون بالتسكين مرة وبالاختلاس مرة، فلاختلاس حركة تامة، ولكن البحث لا يوافق قالون على تسكين العين وبعدها مدغم حيث يلتقي ساكنان، و يتكون مقطع مقفل بصامتين وسط التركيب اللغوي، وذلك ترفضه العربية، وفي لفظ (سيئ) يرى البحث استحالة النطق بحركتين مختلفتين وهما والكسرة والضمة في مقطع واحد وذلك بحسب القواعد الصوتية، ولكن قالون يراه، و أما تسكينه الهاء من لفظ (هو، وهي) فللتخلص من توالي مقاطع صوتية متماثلة.